تأثير قيمة العلامة التجارية على سلوك المستهلك وقرارات الشراء

تأثير قيمة العلامة التجارية على سلوك المستهلك هو محور اهتمام الشركات في عالم الأعمال التنافسي.

وتتجاوز العلاقة التي تربطهما مجرد التعرف على اسم أو شعار؛ إنها علاقة عاطفية عميقة تشكلها مختلف العوامل، مثل: الجودة، والتصميم، والقيم التي تمثلها العلامة التجارية.

تدفع هذه العلاقة القوية المستهلكين إلى اختيار منتجات وخدمات معينة على حساب أخرى، مما يجعل بناء علامة تجارية قوية استثمار طويل الأمد.

تتناول هذه المقالة تأثير قيمة العلامة التجارية على سلوك المستهلك وتستكشف الآليات السوسيولوجية التي تربط بين المستهلك والعلامة التجارية، وكيف تساهم هذه العلاقة في بناء ولاء العملاء وزيادة المبيعات.

فهم تأثير قيمة العلامة التجارية على سلوك المستهلك

بناء علامة تجارية قوية هو فن صياغة هوية فريدة ومميزة تعكس قيمها وشخصيتها، والتي تتكون من مختلف العناصر المتكاملة، بدءًا من الاسم والشعار والألوان وحتى اللغة وتجربة العملاء.

تهدف العلامة التجارية الناجحة إلى خلق انطباع لا ينسى في أذهان المستهلكين، وتمييز منتجاتها عن المنافسين.

وتستطيع الشركات خلق روابط عاطفية مع عملائها، وتحفيز ولاءهم وولعهم من خلال بناء هوية قوية، وفيما يلي نتعرف على كيفية تأثير قيمة العلامة التجارية على سلوك المستهلك والقوة الشرائية:

1. أهمية الهوية البصرية

هوية العلامة التجارية هي الوجه الذي تقدمه الشركة للعالم، وهي العنصر الأول الذي يتفاعل معه المستهلكون.

تتكون هذه الهوية من العناصر البصرية، مثل: الشعار، والألوان، والخطوط، والصور والتي تعمل معًا لخلق انطباع أولي قوي ودائم.

والشعار هو الرمز المرئي الأكثر أهمية للعلامة التجارية، ويمثل هويتها وقيمها بشكل مختصر ومؤثر، ويجب أن يكون بسيط وسهل التذكر، وينقل رسالة واضحة ومميزة.

أما نظام الألوان، فهو عنصر أساسي في بناء الهوية البصرية، إذ تحمل معانٍ ودلالات نفسية مختلفة، ويمكن استخدامها للتعبير عن شخصية العلامة التجارية ومشاعرها.

وتنقل الخطوط المستخدمة شخصيتها وأسلوبها، فمثلاً تعبر الخطوط الجريئة عن القوة والثقة، بينما تعكس الخطوط الرقيقة الأناقة والرقي.

ويضيف الصوت بُعد آخر للهوية البصرية، ويشمل نبرة الصوت المستخدم في الإعلانات والمحتوى التسويقي، وكذلك الموسيقى والأصوات.

2. فهم سلوك المستهلك

يمر المستهلك بعدة مراحل عندما يتخذ قرار الشراء قرار الشراء، تبدأ بالتعرف على الحاجة أو الرغبة، وتنتهي باتخاذ القرار النهائي.

ويمكن من خلال فهم هذه المراحل تحديد نقاط التماس مع المستهلكين وتقديم العروض المناسبة في كل مرحلة، وتتضمن هذه المراحل ما يلي:

• الأولى: هي مرحلة التعرف على الحاجة، إذ يدرك المستهلك أنه بحاجة إلى منتج أو خدمة معينة.
• الثانية: هي مرحلة البحث وجمع المعلومات عن الخيارات المتاحة.
• الثالثة: هي مرحلة التقييم، إذ يقارن المستهلك بين الخيارات المختلفة ويختار المنتج الذي يلبي احتياجاته بشكل أفضل.
• وأخيرًا: تأتي مرحلة اتخاذ القرار النهائي والشراء الفعلي.

3. دوافع سلوك المستهلك النفسية

لا نختار المنتجات عشوائيًا عندما نقف أمام رفوف المتجر، بل نتأثر بمجموعة من العوامل التي تشكل إدراكنا وقيمنا.

ويظهر تأثير قيمة العلامة التجارية على سلوك المستهلك بوضوح في هذه اللحظة، إذ تخلق العلامات التجارية القوية روابط عاطفية عميقة مع المستهلكين، وذلك يؤثر على كيفية تقييمهم للمنتجات.

وعندما نرى علامة تجارية معروفة، نربطها غالبًا بصفات، مثل: الجودة أو الفخامة، مما يجعلنا أكثر استعدادًا لدفع ثمن أعلى مقابل منتجاتها.

4. العلاقة بين الإدراك والاختيار

يوجه الانطباع الأول الذي يتشكل لدى المستهلك عن العلامة التجارية سلوكه الشرائي، فيؤثر إدراكه للهوية، بما في ذلك شعارها، وألوانها، وشخصيتها، مباشرة على تقييمه لمنتجاتها وخدماتها.

ويأتي تأثير قيمة العلامة التجارية على سلوك المستهلك في هذه المرحلة، فمثلاً عندما يرى براند فاخر يربطه تلقائيًا بالجودة والرفاهية، مما يجعله على استعداد لدفع ثمن أعلى.

5. تأثير التسويق على سلوك المستهلك

غيرت وسائل التواصل الاجتماعي قواعد التسويق، فمن خلالها تتواصل الشركات مع العملاء مباشرة، وتبني مجتمعات من المؤثرين والمتابعين المخلصين، ويمكنك الاطلاع على كيفية التسويق الاجتماعي.

ويظهر تأثير العلامة التجارية على المستهلك في عصر السوشيال ميديا في خلق تفاعل مستمر مع المستهلكين، وبناء سمعة إيجابية لها بالمحتوى التفاعلي كمشاركة القصص، والصور، والفيديوهات.

6. الدعاية والإعلان وأثرها على سلوك المستهلك

تستهدف الحملات الإعلانية الفعالة العقل والقلب معًا، ومن خلال استخدام لغة بصرية وجذابة، وقصص مؤثرة، وتقنيات نفسية متطورة، تستطيع خلق روابط عاطفية عميقة مع المستهلكين.

ويظهر تأثير الإعلانات التجارية على المستهلك في قدرتها على تغيير تصورات العملاء، وبناء ولاء قوي يجعلهم أكثر استعدادًا للتفاعل مع العلامة التجارية وشراء منتجاتها.

7. اتخاذ قرار الشراء

تبدأ هذه الرحلة بتحديد الحاجة أو الرغبة التي يسعى الفرد إلى تلبيتها، إذ يدرك الفجوة بين حالته الحالية والمثالية التي يتطلع إليها.

بعد ذلك، يدخل المستهلك في مرحلة البحث عن المعلومات، والتي تشمل جمع البيانات من مصادر مختلفة مثل: الإعلانات، والتقييمات، وتجارب الأصدقاء، والتوصيات عبر الإنترنت.

تتكون هذه المعلومات صورة ذهنية عن الخيارات المتاحة وتقييمها بناءً على معايير الجودة، والسعر، والمميزات، والعلامة التجارية.

وفي هذا السياق، يأتي تأثير قيمة العلامة التجارية على سلوك المستهلك واتخاذ القرار، فتتمتع الهوية القوية بقدرة هائلة على توجيه سلوكه، وتخلق ارتباطات عاطفية ومعنوية معينة.

بعد ذلك، يصل المستهلك إلى مرحلة اتخاذ القرار النهائي، ثم مرحلة ما بعد الشراء وتقييم مدى رضاه عن المنتج أو الخدمة التي اشتراها.

ويؤثر هذا التقييم بدوره على ولاء العميل، ومدى استعداده لتكرار عملية الشراء في المستقبل، وإليك منتجات مربحة في التجارة الإلكترونية.

أمثلة على أثر العلامة التجارية على سلوك المستهلك

يتجاوز تأثير قيمة العلامة التجارية على سلوك المستهلك مجرد تلبية الحاجات المادية، وهذه العلاقة المبنية على الثقة والولاء تتجسد في العديد من الأمثلة، منها:

1. شركة آبل

تتميز بنظامها البيئي المتكامل الذي يربط أجهزتها المختلفة ببعضها بسلاسة، مما يشجع المستخدمين على البقاء ضمن هذا النظام للحصول على تجربة مستخدم سلسة ومتكاملة.

يمكن للمستخدمين نقل الملفات والمهام بسهولة بين هواتفهم وأجهزة اللاب توب، وذلك يوفر لهم راحة كبيرة ويزيد من إنتاجيتهم.

ونجحت الشركة في بناء مجتمع من المستخدمين المخلصين والمتفانين الذين ينتظرون بفارغ الصبر إطلاق كل منتج جديد ويعتبرون أنفسهم جزء من عائلة آبل.

ويعود هذا الولاء الكبير إلى عدة عوامل، منها: التكنولوجيا المتقدمة، والتصميم الأنيق الذي يلبي تطلعات المستخدمين، ويمكنك التعرف على كيفية تعلم التجارة الإلكترونية.

2. ماركة نايك

ترتبط نايكي بأفضل الرياضيين في العالم وهو ما يجعلها رمز للأداء الرياضي المتميز والنجاح، وتربط بين منتجاتها وبين القيم التي يمثلها الرياضيون، مثل: العزيمة والإصرار والتفوق.

يخلق ذلك، صورة ذهنية قوية لدى المستهلكين، حيث يرون أن منتجات نايكي هي الأداة التي يستخدمها الأبطال لتحقيق أهدافهم.

3. شركة تسلا

تتميز برؤيتها الثابتة لبناء مستقبل مستدام بالسيارات الكهربائية، وتجاوزت هذه الرؤية كونها مجرد منتج، وأصبحت تمثل نمط حياة يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والحفاظ على البيئة.

وفي هذا السياق، يتضح تأثير قيمة العلامة التجارية على سلوك المستهلك وقراراته، حيث حاز التزامها بتطوير حلول مبتكرة للطاقة النظيفة على إعجاب الذين يبحثون عن خيارات مستدامة، مما عزز من ولائهم.

4. سوبريم

نجحت في بناء ولاء عميق عن طريق إتقان فن الندرة، وهنا يبرز تأثير قيمة العلامة التجارية على سلوك المستهلك وولائه.

تخلق إصدارات سوبريم المحدودة والتعاون مع العلامات التجارية البارزة الأخرى شعور بالحصرية والانتماء إلى مجتمع خاص، والذي يدفع المستهلكين للحصول على منتجاتها بأي ثمن.

الخلاصة

لا يمكن إغفال تأثير قيمة العلامة التجارية على سلوك المستهلك في 2025؛ فإنها تحدد إلى حد كبير قراراته الشرائية وولائه، من خلال التأثير على صورته الذاتية وإدراكه للقيمة التي تقدمها.

لذلك، يعد فهم وقياس هذا الإدراك يعد أمر بالغ الأهمية لأي شركة تسعى لتحقيق النجاح، وبناء صورة ذهنية قوية وإيجابية.

ويمكن أن تدفع المستهلكين لاختيار منتجاتها وخدماتها مرارًا وتكرارًا بدراسة جمهورها المستهدف وتتبع تطور إدراكهم للعلامة.