تأثير الجيل Z على التجارة الإلكترونية وأحدث الاتجاهات لجذبهم
نشهد الآن تحولًا كبيرًا بفضل تأثير الجيل Z على التجارة الإلكترونية؛ يعيد هؤلاء الشباب الذين ولدوا في عصر الجوال ووسائل التواصل الاجتماعي، تعريف القواعد في عالم التسوق عبر الإنترنت.
يفرض هذا الجيل رؤيته الخاصة للتسوق التي تتميز بالتخصيص الفائق والتفاعل المباشر مع العلامات التجارية، فهم يبحثون عن تجارب تسوق فريدة ومبتكرة تلبي تطلعاتهم المتغيرة باستمرار.
ويتجلى تأثيرهم في تزايد الطلب على التطبيقات، والتسوق الصوتي، والواقع المعزز، وغيرها من التقنيات المتقدمة.
نوضح في هذا المقال تأثير الجيل Z على التجارة الإلكترونية، وما هي الاستراتيجيات التي يمكن للشركات تبنيها للتأقلم مع هذه التغيرات، مع ذكر الخطوات العملية لجذب المستهلكين من هذا الجيل.
فهرس المقال
ما مدى تأثير الجيل Z على التجارة الإلكترونية؟
الجيل زد هو الجيل الذي يلي جيل الألفية مباشرة، ويضم الشباب الذين ولدوا في منتصف التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
نشأ هذا الجيل في عصر يشهد تطورات تكنولوجية متسارعة، وذلك جعلهم يمتلكون مهارات رقمية عالية. وشكل إتقانهم لأدوات التكنولوجيا الحديثة، مثل: الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي، سلوكهم وجعلهم يفضلون التسوق عبر الإنترنت.
يشكل الجيل Z قوة اقتصادية لا يمكن تجاهلها، إذ يمثلون نسبة كبيرة من المستهلكين حول العالم. وأصبحوا هدفا رئيسيًا للعديد من العلامات التجارية؛ بسبب قدراتهم الشرائية الهائلة التي تصل إلى مئات المليارات من الدولارات.
ويأتي الفرق بين جيل ألفا وجيل زد، في امتلاك جيل زد لعادات تسوق تختلف كثيرًا عن الأجيال السابقة؛ إنهم أكثر استنارة وأكثر تطلبًا، وذلك يدفع الشركات إلى تطوير استراتيجيات تسويق مبتكرة لتلبية احتياجاتهم.
وعندما نتحدث عن تأثير الجيل Z على التجارة الإلكترونية، فلا ننس دور وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في زيادة وعي المستهلك وتشجيعه على مشاركة آرائه وتجاربه مع الآخرين، وبذلك يصعب على العلامات التجارية إخفاء أي عيوب.
وتختلف خصائص الجيل z عن جيل ألفا في بعض العادات، إليك بعض أبرز هذه الاختلافات:
1. متسوقون متعددو القنوات
لا يقتصر تسوق جيل زد على قناة واحدة محددة، بل يتنقلون بسهولة بين مختلف القنوات الرقمية للبحث عن المنتجات والخدمات التي يرغبون بها.
إنهم يتأثرون بالعديد من العوامل عند اتخاذ قرار الشراء، بما في ذلك: توصيات الأصدقاء والعائلة، وتجارب التسوق السابقة، والمحتوى التسويقي عبر الإنترنت، ويمكنك التعرف على التجارة الإلكترونية بدون رأس مال.
2. صعوبة إقناعهم
يعتبر جيل زد أكثر تشككًا في العلامات التجارية على عكس الأجيال السابقة؛ فهم يبحثون عن الشفافية والمصداقية، ويريدون أن يشعروا بأن العلامة التجارية تهتم بهم وقيمهم. لذلك، يتطلب جذب هذا الجيل جهودًا إضافية من قبل الشركات لبناء الثقة وعلاقات قوية معهم.
3. تأثير قوي لوسائل التواصل الاجتماعي
توجه منصات التواصل الاجتماعي سلوكيات الشراء لديهم، فهم يستخدمونها لاكتشاف منتجات جديدة، والحصول على آراء الآخرين، واتخاذ قرارات الشراء.
لذلك، يجب على العلامات التجارية الاستفادة من هذه المنصات للتفاعل مع جمهورها المستهدف وتقديم محتوى جذاب وملهم.
4. الوعي بالمسؤولية الاجتماعية
يهتم جيل زد كثيرًا بالقضايا البيئية والمجتمعية، فهم يفضلون الشركات التي تلتزم بممارسات مستدامة وتدعم القضايا التي يؤمنون بها.
لذلك، يجب على العلامات التجارية أن تكون واضحة بشأن قيمها ومبادئها، وأن تظهر التزامًا حقيقيًا كيف يتأقلم تجار التجزئة مع هذا التغيير؟ بالمسؤولية الاجتماعية.
كيف يتأقلم تجار التجزئة مع هذا التغيير؟
يمتلك متسوقو جيل زد تفضيلات متغيرة بسرعة، وذلك يجعلهم جمهورًا صعب الإرضاء. ونظرًا لتنوع اهتماماتهم وتوقعاتهم العالية، يتطلب الحفاظ على ولائهم من العلامات التجارية قدرًا كبيرًا من الابتكار والتجديد المستمر.
يجب على الشركات أن تتبنى استراتيجيات تسويقية مرنة تستجيب بسرعة للتغيرات في سلوك المستهلك وتتكيف مع أحدث الاتجاهات التي يفضلها هذا الجيل. إليك بعض الطرق التي ستساعدك كمسوق على مواكبة تأثير الجيل Z على التجارة الإلكترونية، فيما يلي:
1. تحسين تجربة المستخدم
رغم أن منصات التواصل الاجتماعي تحتل حيزًا كبيرًا من اهتمامات جيل زد، إلا أن مواقع الويب للعلامات التجارية لا تزال مهمة في اكتشاف المنتجات والماركات الجديدة.
يؤكد أكثر من نصف متسوقي هذا الجيل على أهمية تجربة تصفح ممتعة وسلسة على المواقع الإلكترونية، إذ تؤثر كثيرًا على قرارات الشراء.
ويشير بحث من IBM إلى أن حوالي 60% من متسوقي جيل زد يرفضون التعامل مع أي موقع أو تطبيق بطيء أو معقد في التصميم، مما يبرز قوة تأثير الجيل Z على التجارة الإلكترونية.
2. التقنيات الحديثة
يفضل هذا الجيل الشركات التي تستخدم أحدث التقنيات لتبسيط عملية الشراء، بدءًا من الواقع المعزز الذي يتيح لهم تصور المنتجات في بيئات واقعية، ووصولاً إلى التكامل بين القنوات المختلفة.
ويتوقف نجاح هذه التقنيات على بساطتها وسهولة استخدامها، فيرى 30% من هذا الجيل أن عمليات الدفع السلسة عبر الإنترنت هي عامل حاسم في اختيارهم للعلامات التجارية.
3. تعدد القنوات
يتوقع جيل زد تجربة تسوق متكاملة عبر جميع القنوات المتاحة، سواء كانت مواقع إلكترونية أو تطبيقات أو متاجر فعلية، يبني هذا التكامل علاقة قوية مع العميل ويزيد ولائه للعلامة التجارية.
4. الدمج بين تجارب التسوق
يبحث الجيل الجديد عن تسوق مرن يجمع بين مزايا التسوق عبر الإنترنت والتسوق التقليدي؛ فهم لا يرغبون في الاختيار بين الشراء عبر الإنترنت وانتظار الشحن أو زيارة المتجر ودفع رسوم إضافية. وبدلاً من ذلك، يفضلون نموذجًا هجينًا لاستكشاف المنتجات عبر الإنترنت وشرائها وتسلمها من المتجر في نفس اليوم.
5. الاستعانة بالمؤثرين
يوجه المؤثرون قرارات شراء جيل زد، فهم مصادر أكثر موثوقية من الإعلانات التقليدية أو المشاهير. وتشير الإحصائيات إلى أن ما يقرب من نصف جيل زد اشتروا منتج بناءً على توصية من مؤثر اجتماعي، مما يؤكد أهمية هذا النوع من التسويق.
4 استراتيجيات تسويقية لجذب انتباه الجيل زد
يعتبر جيل زد مستهلكين ذوي وعي كبير بالسوق، إذ يقارنون الأسعار باستمرار ويختارون العروض الأفضل. بالإضافة إلى ذلك، يبحثون عن قيمة مضافة في المنتجات والخدمات التي يشترونها.
وبالتالي يجب أن تقدم العلامات التجارية منتجات عالية الجودة بأفضل سعر، وأن توفر قيمة مضافة، مثل: تجارب فريدة أو خدمات ما بعد البيع.
إليك بعض الاستراتيجيات العملية المبتكرة التي تتخطى تحديات تأثير الجيل Z على التجارة الإلكترونية، وتجعلك تصل إليهم بسهولة:
1. توجيه الرسائل القصيرة المؤثرة
يفضل جيل زد المحتوى السريع والمرئي، لذلك يجب أن تقدم العلامات التجارية محتوى قصير ومثير للاهتمام، مثل: مقاطع الفيديو القصيرة أو الرسوم المتحركة، مع استخدام لغة بسيطة ومباشرة. ويجب أن تكون الرسائل مخصصة لهم، باستخدام لغة العصر ورموزهم.
2. تضمين وسائل التواصل الاجتماعي في خطتك
لا يمكن تجاهل دور وسائل التواصل الاجتماعي في بناء العلامات التجارية الناجحة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بجذب الجيل الجديد.
وبحسب الدراسات، يشمل تأثير الجيل Z على التجارة الإلكترونية، أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في اتخاذ قرار الشراء لأكثر من نصف هذا الجيل.
إذا كنت تسعى لبناء علاقة قوية مع عملائك المستقبليين، يجب أن تكون حاضرًا على هذه المنصات؛ تفاعل مع جمهورك بانتظام، وأجب على استفساراتهم، وشارك محتوى شيق يحفزهم على التفاعل.
3. أهمية دور الشركات في المجتمع
يبحث الجيل الرقمي عن علامات تجارية تتجاوز الربح المادي، وتلتزم بقضايا اجتماعية وبيئية. إن الشركات التي تعطي الأولوية للمسؤولية الاجتماعية وتسعى إلى إحداث تأثير إيجابي، تجذب عملاء أوفياء من الجيل زد، ويمكنك التعرف على نجاح التجارة الإلكترونية.
4. التكيف مع الاتجاهات الحديثة
يجب على الشركات أن تكون على دراية بأحدث الاتجاهات وتطور التجارة الإلكترونية؛ فالأجيال تتغير وتتغير معها تفضيلات المستهلكين.
كما يجب أن تتابع تطورات تأثير الجيل Z على التجارة الإلكترونية، وأن تفهم احتياجات العملاء المتغيرة. وبالتالي، يمكن للشركات أن تتبنى استراتيجيات جديدة مبتكرة تضمن تنافسها في السوق.
الخلاصة
تغير عالم الأعمال كثيرًا مع تأثير الجيل Z على التجارة الإلكترونية كقوة اقتصادية بارزة، وفي غضون السنوات القليلة القادمة، سيتخطى هذا الجيل جيل الألفية ليصبح المستهلك الرئيسي.
لذلك، يجب عليك أن تستعد لهذا التحول وأن تتبنى استراتيجيات تسويقية جديدة تتناسب مع تفضيلات هذا الجيل الرقمي. كما يجب حماية العلامة التجارية عبر الإنترنت من أي تهديدات محتملة.
وذلك لبناء علاقة قوية وثقة متبادلة مع هذا الجيل المؤثر. وننصحك بتطبيق ما جاء في هذا المقال، لترى نتائج ملموسة في تواصل علامتك التجارية مع جيل زد.