التسويق بالعمولة

هل التسويق بالعمولة حرام؟ وما هي ضوابطه الشرعية

هل التسويق بالعمولة حرام بشكل مطلق أم لا؟ فالمقصود بذلك المصطلح هو أن يكون هناك طرف ثالث يتولى عملية البيع ويكون وسيط ما بين العلامة التجارية والشخص الذي يقوم بالشراء، ومقابل ذلك يحصل على مكسب مالي نتيجة مجهوده في التسويق وإتمام صفقات البيع.

وتلك الطريقة في البيع تجعل العاملين في الترويج والمسوقين لمثل تلك المنتجات يطرحون سؤال هل التسويق بالعمولة حرام؟ لكن إجابة ذلك السؤال تختلف من حالة إلى أخرى وتتوقف على عدة عوامل أهمها نوع المنتج أو الخدمة، ومدى التعامل بصدق في المعلومات التي يتم تقديمها للشخص الذي يتم ترويج المنتجات له، ونسبة الربح أو العمولة.

هل التسويق بالعمولة حرام أم لا؟

أجاب علماء الدين عن سؤال هل التسويق بالعمولة حرام وأوضحوا أن تلك الطريقة في التسويق لا تعتبر حرام بشكل مطلق، لكن يجب معرفة طريقة تطبيقها والمعايير التي يجب مراعاتها عند التسويق، وهل يوجد فيها ما يتعارض مع قواعد الدين أم لا، وسوف نوضح تفاصيل ذلك فيما يلي:

1. طبيعة المنتج أو الخدمة المقدمة

يشترط أن يكون المنتج أو الخدمة التي يتم عمل الداعية لها وعرضها على المستخدمين سلعة مقبولة في الشريعة الإسلامية ولا يوجد أي مانع ديني من شرائها أو اقتنائها.

مثال على ذلك: لا يجب الترويج لأي منتجات حرام تستخدم فيه معصية أو تسبب ضرر لصحة الأشخاص مثل الخمور والمخدرات، وأي نوع لحوم غير حلال، بينما إذا كانت السلع خاصة بالاستخدام الشخصي أو الطعام أو الثياب أو غير ذلك تكون حلال ومسموح الترويج لها.

2. الأمانة والصدق عند التسويق

لا يمكن التحدث عن هل التسويق بالعمولة حرام وتوضيح العوامل الأساسية التي تجعله حلال، دون ذكر الأمانة والصدق في تقديم المعلومات الخاصة بالمنتج عند الترويج له.

لأن في الدين الإسلامي من غشنا فليس منا لذلك ينبغي أن يتم توضيح كل تفاصيل المنتج بمنتهى الصدق والأمانة ومن ثم يختار العميل المناسب له.

يراعى أن يتم تجنب التضليل عند التسويق للمنتجات مثل ذكر مزايا لا تتوفر في المنتج أو تأثير إيجابي سوف يحصل عليها المستخدم بعد مدة من استخدام المنتج دون أن يكون لذلك أي أساس من الصحة.

لأن تلك تعتبر بيانات مضللة تفتقر النزاهة وتؤثر على قرار الشراء وبالتالي يتم أخذ عمولة على شيء قائم على الغش وذلك يكون حرام شرعا.

3. الأخلاق في التجارة

ينصح باختيار نوعية المنتجات التي تتمتع بدرجة عالية من الجودة، حتى تناسب احتياجات المستهلكين وتعيش معهم لمدة أطول من الوقت دون أن تتعرض للتلف، مع ضمان حقوق المستهلك وتجنب الغش والمنتجات التقليد التي لا يكون لها نفس التأثير. يمكنكم التعرف على أهم مهارات التسويق بالمحتوى.

4. العمولة المناسبة

الدين الإسلامي قائم على العدل وعدم الظلم وذلك ينطبق على التسويق بالعمولة، حيث يجب أن يتم وضع مبلغ عمولة مناسب وغير مبالغ فيه، مقارنة بسعر المنتج أو الخدمة المقدمة، وإذا تم فعل غير ذلك يكون استغلال، لذلك يراعى أن يتم تناسب العمولة مع الربح أو المنفعة.

5. التبرع من الأرباح

يلجأ بعض الأشخاص العاملين في التسويق بالعمولة إلى التبرع للأشخاص المحتاجين أو المؤسسات الخيرية لضمان أن تكون الأرباح متوافقة مع المعايير الإسلامية، وذلك الأمر يكون إضافي وليس شيء أساسي ولكنه يشير إلى المسؤولية الاجتماعية التي يتمتع بها هؤلاء الأشخاص والتي توضح أخلاق الإسلام.

6. الابتعاد عن الربا

يجب على أي شخص يعمل في مجال التسويق بالعمولة أن يتأكد من أن المنتجات التي يتم الترويج لها لا تتضمن التعاملات بالربا لأن ذلك يتعارض مع قواعد الدين الإسلامي وأخلاقه.

أمثلة على التسويق بالعمولة الحلال والحرام

في إطار الحديث عن هل التسويق بالعمولة حرام سوف نذكر بعض الأمثلة التوضيحية لحالات مختلفة يكون فيها التسويق بالعمولة حلال أو حرام ومنها الآتي:

أولًا: أمثلة على التسويق بالعمولة الحلال

1. الترويج عبر الإنترنت

التسويق بالعمولة من خلال المواقع الإلكترونية أو المدونات لمنتجات مسموح بها شرعا وخدمات مفيدة للأشخاص، يعتبر أمر حلال في الدين ولا مانع منه بشرط أن تكون العمولة متناسبة مع مجهود التسويق.

2. التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي

استخدام منصات التواصل الاجتماعي المختلفة مثل الفيسبوك وتويتر في خدمات التسويق يعتبر أمر مشروع، حيث يتم نشر المحتوى الترويجي بشكل يحث العميل على الشراء، مع توضيح إمكانات ومزايا المنتج وذكر الرابط الذي يتم طلب الشراء من خلاله.

3. برامج التسويق بالعمولة

أصبحت منتشرة برامج التسويق بالعمولة Affiliate marketing على نطاق واسع في الآونة الأخيرة، وهي تتيح تحقيق مكاسب مالية عالية من خلال قيام طرف ثالث بالترويج، ومن ثم يأخذ مبلغ يعوضه عن مجهوده وذلك يعتبر دخل إضافي حلال بشرط أن يتم التعامل- بكل شفافية- وصدق.

ثانيًا: أمثلة على التسويق بالعمولة الحرام

1. الدعاية والتسويق للمنتجات المحرمة

الشخص الذي يقوم ببيع أي منتج يتعارض مع الدين الإسلامي ويأخذ عمولة على الترويج له يكون مكسبه حرام مثل أنواع اللحوم الغير حلال أو المشروبات الكحولية.

2. غش وتضليل العملاء

المسوق بالعمولة إذا اعتمد في عمله على تقديم بيانات مضللة وغير صحيحة حتى يبيع منتجاته وخدماته سيكون المكسب الذي يحصل عليه حرام، لأنه أتى به من خلال مخالفة أخلاق وتعاليم الدين الإسلامي.

3. العمولة العالية

إذا كانت هناك منتجات نادرة غير متوفرة في السوق بكثرة، عندما يتم الترويج لها يجب عدم المبالغة في السعر، وأخذ أضعاف المكسب لأن ذلك يكون استغلال لحاجة الأشخاص وذلك أمر غير مقبول دينيا.

إرشادات التسويق بالعمولة وفقا للطريقة الإسلامية

آخر ما نذكره في حديثنا عن هل التسويق بالعمولة حرام هو تقديم بعض النصائح للعاملين في ذلك المجال حتى يكون الأمر شرعي، ويتم بشكل إسلامي لا يتعارض مع قواعد الدين ومن أهم تلك الإرشادات ما يلي:

  • ينبغي أن تكون المنتجات أو الخدمات التي يتم الترويج لها لا تتعارض مع قيم وقواعد الدين، فمثلا يكون من الحرام الترويج لبيع الخمور، أو التسويق لأماكن تقوم بالربا أو يلعب فيها القمار.
  • الصدق أثناء الترويج للمنتجات وتوضيح كافة المعلومات على الخاصة بالمنتج -بكل شفافية- وتجنب إضافة مزايا غير موجودة، أو المدح في المنتج بشكل مبالغ فيه، لأن ذلك يعتبر غش وضد الدين.
  • يشترط أن يتم اتباع أي قوانين أو لوائح تطبق بخصوص التسويق بالعمولة في المكان الذي تقوم بالترويج فيه.
  • يجب مراعاة احترام حقوق الملكية الفكرية عند الترويج للمنتجات عن طريق محتوى تسويقي. 

الخلاصة

ختامًا نكون ذكرنا إجابة سؤال هل التسويق بالعمولة حرام أم حلال مع ذكر التفاصيل والشروط التي يجب توافرها حتى يكون التسويق بمختلف أشكاله سواء كان إلكتروني أو تقليدي حلال، لأنه يعتبر منفعة أو خدمة يتم تقديمها لشخص آخر.

وبالتالي يكون من الجائز أخذ تعويض مالي عنها، مع الأخذ في الاعتبار أن تكون المنتج مشروع ولا يتعارض مع الدين، بالإضافة إلى التعامل مع العملاء بكل أمانة واحترام حقوق المستهلك.

Related Articles

Back to top button