هل التسويق الالكتروني حرام في الاسلام
هل التسويق الالكتروني حرام في الدين الإسلامي؟ فهو يعتبر واحد من الاستراتيجيات الحديثة التي تعتمد عليها الشركات في الترويج للمنتجات والخدمات، والوصول إلى الفئات المستهدفة، وغالبًا يتم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل عام.
وبعد أن زاد الاعتماد على التسويق الرقمي بدأ أصحاب الشركات والمسوقين طرح سؤال هل التسويق الالكتروني حرام؟ وهل يوجد فيه ما يتعارض مع قواعد الدين الإسلامي أم لا؟ وذلك ما سوف نوضح الإجابة عنه بشيء من التفصيل، مع ذكر رأي علماء الدين وأهم الضوابط الشرعية التي يجب أن تتوافر عند اتباع ذلك النمط من التسويق.
فهرس المقال
هل التسويق الالكتروني حرام أم حلال؟
الإجابة هي حلال، حيث يكون مسموح لأصحاب الأعمال التعامل بالتسويق الرقمي كما يكون متاح للمسوقين أن يقوموا بأخذ عمولات على ترويج المنتجات والخدمات، لكن ذلك بشرط أن يتم ممارسته بشكل صحيح ويتوافق مع تعاليم الدين عن طريق مراعاة الأمور التالية:
1. نوعية المنتجات أو الخدمات
الشرط الأول للتعامل في التسويق الرقمي هو اختيار المنتجات الحلال شرعًا والتي لا تخالف تعاليم الدين، فمثلًا لا يكون التسويق الإلكتروني حلال إذا كان المنتج الذي تقوم ببيعه هو المشروبات الكحولية، أو أنواع اللحوم الغير حلال. يمكنكم التعرف على كيفية التسويق لمنتج جديد.
2. التعامل بأمانة وصدق
التعاملات في الدين الإسلامي قائمة على الصراحة والصدق والأمانة حيث قال رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- في حديث الشريف (من غشنا فليس منا) لذلك يجب على الشخص المسوق أن يتعامل -بشفافية- مع العملاء عند الترويج للمنتج، ويرد على أسئلة العملاء -بكل صراحة- وصدق.
يجب أن يتم تجنب أساليب التضليل والغش في الترويج للمنتجات مثل ذكر مزايا في المنتج غير موجودة فيه أو توضيح فوائد سوف تظهر عند استخدام تلك السلعة وتكون فوائد غير واقعية ولن تحدث، لأن في تلك الحالة عملية الشراء سوف تتم بناء على الغش والمزايا الكاذبة التي يطرحها المسوق. يمكنكم معرفة مهام مدير التسويق.
3. تجنب الاستغلال
إذا كانت هناك بعض أنواع السلع النادرة أو القليلة في السوق لا ينبغي المبالغة في أسعارها، لأن ذلك يعتبر استغلال للآخرين وقائم على التلاعب، وتكون الأرباح الخاصة بالمنتج مبالغ فيها ولا تكون حلال.
ملحوظة هامة: إذا كنت تشعر بالحيرة بشأن حرمانية المنتج الذي تقوم بترويجه من خلال استراتيجيات التسويق الرقمي، ننصحك بسؤال شخص متخصص من علماء الدين والفقه حتى يوضح وضع نشاطك التجاري وحكم الدين فيه.
ضوابط يجب توافرها في التسويق الإلكتروني
بعد أن قدمنا الإجابة عن سؤال هل التسويق الالكتروني حرام يأتي الدور على توضيح مجموعة من الضوابط العامة والضوابط الشرعية التي ينبغي أن تتوافر عند القيام بالتسويق الرقمي والتي يكون من أبرزها الآتي:
1. الامتثال للقوانين والأنظمة
يخضع التسويق الإلكتروني لبعض القوانين والأنظمة التي تختلف حسب نوع التجارة، وحسب البلد وينبغي على الشخص الذي يقوم بذلك النوع من التسويق أن يقوم بتطبيق تلك القوانين، ويراعي ألا يقوم بمخالفتها لأنها تنظم أعماله وتجعل المنافسة عادلة.
2. الابتعاد عن التسويق الهرمي
يعتبر البعض أن التسويق الهرمي هو شكل من أشكال التسويق الإلكتروني، لكن ذلك غير صحيح لأن ذلك النوع من التسويق غير مسموح به في الدين الإسلامي، لكونه قائم على الربح بشكل سريع وأخذ نسبة من أموال الآخرين دون بذل أي جهد فيها.
الأساس في التسويق الهرمي يكون قائم على جذب مجموعة من الموزعين، وأخذ نسبة من الأموال التي يقومون بالمشاركة بها، ومن ثم يقوم هؤلاء الموزعين بجذب موزعين آخرين ويكون الأمر مثل الهرم، ويتم أخذ عمولات على كل شخص جديد يتم تجنيده من الموزعين، لكنه لا يكون قائم على البيع والشراء الذي يعتبر هو أساس التجارة.
3. تجنب الخداع والغش
يجب على المسوق الشبكي ألا يعتمد في ترويج منتجاته على غش العملاء أو خداعهم، من خلال ذكر أنه سوف يكون هناك هدايا مجانية أو خصم أو شيء من ذلك القبيل، وتلك المزايا لا يكون لها أساس من الصحة.
يكون هدف المسوق من فعل ذلك أو توضيح مزايا غير موجودة هو تشجيع العملاء على الشراء، وإذا تمت عملية البيع يكون ذلك الأمر حرام شرعًا لأن في تلك الحالة يكون المكسب أو التسويق قائم على الكذب.
4. العمولات العادلة
ينبغي حتى يكون التسويق الرقمي حلال أن يتم وضع نسبة عمولات عادلة للمسوقين هو تكون متناسبة حسب مقدار الجهد والتعب الذي يقومون به من أجل الترويج، وتجنب المبالغة والزيادة في مقدار الربح.
أمثلة على التسويق الرقمي الحلال والحرام
يسمح الدين الإسلامي للمسلمين بممارسة التسويق الإلكتروني بشروط معينة واستراتيجيات تسويقية تتوافق مع معايير وأخلاقيات الإسلام، وذلك إذا تم تطبيقه ينعكس بشكل إيجابي على العلامة التجارية ويعزز الثقة مع العملاء، وسوف نوضح بشيء من التفصيل أمثلة على التسويق الرقمي الحلال والحرام فيما يلي:
أولًا: أمثلة على التسويق الإلكتروني الحلال
- إذا كان المنتج أو الخدمة المقدمة فيها منفعة للناس والمجتمع يكون الترويج لها أمر جيد مثل الترويج للكتب أو الأدوات المكتبية والأثاث وكذلك بيع الملابس والمأكولات والمشروبات الحلال وغيرها.
- الرد على العميل في أي أسئلة يطرحها بكل صدق وشفافية، دون اللجوء إلى استخدام بيانات ومعلومات كاذبة، من أجل تشجيعه على الشراء وذكر الخامات المصنع منها المنتج بكل وضوح.
ثانيًا: أمثلة على التسويق الإلكتروني الحرام
- ذكر بعض الوعود الوهمية عند الترويج للمنتجات وعندما يقوم العميل بالشراء لا يجد أي وفاء بتلك الوعود، وذلك بجانب أنه يعمل على الضرر بسمعة الشركة يكون حرام شرعًا.
- القيام بدفع الأموال لبعض المؤثرين على الوسائل التواصل الاجتماعي من أجل الترويج لمنتج وذكر مزايا كاذبة غير موجودة فيه من أجل زيادة المبيعات.
- عدم القيام بعمل الأبحاث الكافية للتأكد من سلامة المنتجات، وعدم ضررها قبل الترويج لها إلكترونيًا.
- أخذ عمولات أو رسوم كبيرة من العملاء مقابل ترويج المنتجات لهم.
اساسيات التسويق الرقمي الأخلاقي
آخر ما نذكره في حديثنا عن هل التسويق الالكتروني حرام هو بعض الأساسيات والأخلاقيات التي يجب توافرها في التسويق الرقمي والتي يكون من أشهرها الآتي:
- ينبغي أن يتم تقييم الاستراتيجية التسويقية المتبعة والتأكد من أنها قائمة على مبدأ الصدق والشفافية.
- اختيار نوعية المنتجات التي يتم التسويق لها بعناية مع مراعاة أن تكون متناسبة مع قواعد الدين الإسلامي.
- إذا لم تكن على دراية أو معرفة بممارسات التسويق الأخلاقية يمكنك سؤال أحد علماء الدين قبل البدء في التسويق الرقمي، مع العلم أن ذلك العمل يعتبر خدمة للأشخاص، لأنه يساعدهم بمنتجات تلبي احتياجاتهم وتكون قيمة إضافية لهم دون الغش أو الخداع.
- توجيه فريق المسوقين وتأكيد أخلاقيات المهنة والضوابط الشرعية عليهم عند تنفيذ أعمالهم، بجانب تشجيعهم من خلال تقسيم المكسب أو الربح بشكل عادل.
الخلاصة
ختامًا نكون ذكرنا إجابة سؤال هل التسويق الالكتروني حرام من الناحية الإسلامية وأوضحنا أن الضوابط الأساسية التي يجب الاعتماد عليها في التسويق الرقمي هي الصدق والأمانة والتعامل- بكل شفافية- مع العملاء، واختيار نوعية منتجات تكون حلال مفيدة للأشخاص حتى يتم الترويج لها، مع مراعاة أن تكون العمولات أو الأرباح مناسبة وغير مبالغ فيها.