ما هو التسويق الهرمي وما هي سماته وأساليبه
إن معرفة ما هو التسويق الهرمي يتيح لك تحديد رؤية كاملة وصحيحة عن هذا المجال قبل الاستثمار فيه، لأن التسويق الهرمي يعمل على تشجيع المستثمرين بطريقة يمكن وصفها بأنها غير قانونية واحتيالية، كما أن نماذج الأعمال التي تطبق هذا التسويق توصف بأنها غير مستقرة وسطحية.
وتكمن مشكلة التسويق الهرمي في تدفق الأموال بكميات كبيرة من القاعدة العريضة للهرم إلى قمته، وعند فشله يخرج غالبية الأعضاء خاسرون، وتنتج العديد من الآثار السلبية مما يؤدي لانهيار اقتصاد المجتمع.
ولكي تفهم ما هو التسويق الهرمي بالتحديد لابد من معرفة ما هي سمات هذا التسويق؟ وما هي أنواعه؟ وهل بالفعل يشكل خطورة حقيقية على المستثمرين.
فهرس المقال
ما هو التسويق الهرمي وأهم سماته؟
يعد التسويق الهرمي أحد أشكال الاستثمار الغير قانونية، لأن ذلك المصطلح يكون عبارة عن مجموعة من المؤسسين يسعون لإضافة العديد من العملاء الجدد الذين يقدمون تمويلات لهؤلاء الأشخاص المؤسسين.
ثم يعمل هؤلاء الأعضاء الجدد لإقناع أعضاء آخرين بالاشتراك بتمويلات يذهب بعضها للمؤسسين والباقي للأعضاء في المرتبة التي تليهم، وهكذا تستمر هذه العملية وتصبح شكل العلاقة بين الأعضاء على شكل هرمي.
ويتم الاعتماد في التسويق الهرمي على تدفق الأموال من المستثمرين الجدد والأعضاء من قاعدة الهرم إلى القمة وهم الأعضاء المؤسسون، كما أنه يعتمد على مبادئ التسويق الشبكي، ويطلق على التسويق الهرمي الحيل الهرمية، وهو في العديد من دول العالم غير قانوني.
سمات التسويق الهرمي
تستطيع فهم ما هو التسويق الهرمي من خلال معرفة أهم خصائصه وسماته التي تميزه عن غيره من أنواع التسويق، لتجنبه وعدم الوقوع فيه، ومن هذه السمات:
1. عدم وجود منتج أو خدمة
من سمات التسويق الهرمي أن الخدمات أو المنتجات غالباً ما تكون غير موجودة أو أصلية، وإذا وجدت يكون من الصعب تقيمها، أو ليس لها قيمة حقيقية على أرض الواقع، مما يؤثر في اعتبارها جزءاً أصيلاً في العمل.
يستغل بعض الأشخاص المنتجات أو الخدمات التقنية الغير ملموسة مثل الإعلانات على المواقع الإلكترونية عبر الإنترنت، أو الكتب الإلكترونية أو المنتجات الخيالية لمساعدتهم في الاحتيال، لصعوبة إثبات قيامهم بالتسويق الهرمي.
2. الاعتماد على التوظيف
من خلال معرفة ما هو التسويق الهرمي يتضح أنه يعتمد على التوظيف بشكل أساسي، أي أنه يركز على إضافة المزيد من الأعضاء الجدد الذين يدفعون رسوم أو تكاليف انضمامهم، ليحصلوا على مكافآت أو تعويضات عند جذب العملاء الجدد فقط، ولا تكون هذه المكافآت بسبب البيع للمنتجات أو السلع.
3. الحصول على المال بدون عمل
يختلف التسويق الهرمي عن أنواع التسويق الرقمي في حصول الأشخاص على المال بطريقة سهلة ودون وجود عمل حقيقي يقومون بأدائه مقابل ما يحصلون عليه من أموال، فيحصل الأعضاء في التسويق الهرمي على المال مقابل دعوتهم لبعض الأشخاص الجدد، أو العمل كمعلنين عبر مواقع غامضة أو غير معروفة، ويعد هذا مخالفاً للقانون.
4. تحقيق عوائد مالية عالية في فترة زمنية قصيرة
تحقيق عوائد مالية كبيرة في فترات زمنية قصيرة يصعب الحصول عليها عادة يعد من سمات التسويق الهرمي، لأن هذه العوائد تكون عبارة عن إيرادات ضخمة من الرسوم التي يدفعها الأشخاص الجدد بشكل مستمر، ولا تكون مكاسب من بيع الخدمات أو المنتجات. ويمكنك التعرف على أهم مهارات التسويق الرقمي.
5. وجود هيكل معقد للعمولة
من خلال إيضاح ما هو التسويق الرقمي يتبين أنه يعتمد على هيكل عمولة معقد، يقوم على أساس إضافة أشخاص بصورة مستمرة، ويدفع هؤلاء الأشخاص الجدد الأموال لتستمر في التدفق لقمة الهرم من المؤسسين.
ولا يكون هيكل العمولة في هذه الحالة واضحاً أو قائماً على أساس متين أو نظام لمعرفة قيمة العمولة بناء على بيع المنتجات. يمكنك كذلك التعرف على مهارات التسويق بالمحتوى.
6. صعوبة إثبات الإيرادات من المبيعات
يتسم التسويق الهرمي بعدم وجود إثبات للإيرادات المتحققة، لأن هذه الإيرادات ناجمة عن إضافة الأعضاء الجدد وليس عن بيع خدمات أو منتجات، فلا تثبت الإيرادات في دفاتر على العكس من الأعمال التي تدخل مظلة القانون، مما يعني عدم وجود إثبات لهذه الأموال وصعوبة مراقبتها.
أنواع التسويق الهرمي
يمكن توضيح ما هو التسويق الهرمي بشكل أكثر من خلال معرفة أنواعه وأشكاله المختلفة، وهو شكل من أشكال التسويق الشبكي، ومن أنواع التسويق الهرمي ما يلي:
- تسويق متعدد المستويات: وهو عبارة عن جلب عدد من المستثمرين الجدد، ويكون العضو غير ملزم بتحقيق نسب بيع محددة للحصول على المكافآت إنما يعتمد على جلب العديد من الأعضاء.
- رسائل البريد الإلكتروني: وهي طريقة يتم فيها إرسال رسائل بالبريد الإلكتروني بهدف إقناع الأشخاص بالتبرع بمبالغ كبيرة لعدد من الأشخاص يذكر أسماؤهم في الرسالة، ثم يتم إقناعه بحذف الاسم الأول من الرسالة وإضافة اسمه.
- التسويق من خلال سلسلة بونزي: يعتمد نظام هذا النوع على إقناع المستثمرين بالحصول على عوائد مالية من خلال بيع الأسهم أو السلع، إلا أن مايحدث هو حصول الشخص على الأموال عند دفع الأعضاء الجدد الأموال للاشتراك في هذا النشاط.
التسويق الهرمي حلال أم حرام
من خلال تعريف ما هو التسويق الهرمي يتبين أن هناك مشاكل في هذا النوع من التسويق من الناحية القانونية وأنه مجرم في العديد من الدول، أما بالنسبة للشريعة الإسلامية فقد ذكر مجمع الفقه الإسلامي أن التسويق من خلال هذه الطريقة محرم شرعاً.
ويأتي التحريم لكون التسويق الهرمي يعتمد على العمولات من الأعضاء الجدد وليس على بيع منتج أو خدمة والحصول على نسبة من الأرباح بعد البيع، فيمكن أن تصل العمولات لمئات آلاف في حين أن المنتج الأساسي لا يتعدى البعض مئات، وتعتمد الشركات على إبراز قيمة العمولات والربح الكبير بمجرد جلب عملاء آخرين.
وقد ذكر مجمع الفقه الإسلامي أن التسويق الهرمي يتضمن أنواع الربا، سواء كان ربا الفضل أو ربا النسيئة، لأن المشترك فيه يدفع القليل من المال مقابل الحصول على عوائد كبيرة والمنتج الذي يتم بيعه ما هو إلا ستار لهذه المبادلة.
الفرق بين التسويق الهرمي والشبكي
يمكن التمييز بين ما هو التسويق الهرمي وما هو التسويق الشبكي من خلال ما يلي:
- يعرف التسويق الشبكي بأنه توظيف لعدد من الموزعين الحاليين لجلب عدد من الأعضاء الجدد والحصول على نسبة من عمليات البيع التي يقومون بها بالإضافة إلى الحصول على نسبة من البيع المباشر.
- التسويق الهرمي يعتمد على القيمة المالية القادمة من العملاء الجدد ومما يدفعونه من أموال وليس من استثمارات أو عمليات بيع حقيقية.
- التسويق الشبكي تستخدمه شركات قديمة ومعروفة في الأسواق، أما التسويق الهرمي يستخدمه عدد من الأشخاص أو الشركات الجديدة لجذب عدد كبير من الأعضاء أو المسوقين دون وجود منتج حقيقي أو خدمة فعلية يمكن بيعها والربح من خلالها.
- يهتم التسويق الشبكي بمكافأة المسوقين بناء على حجم المبيعات التي يقومون بها أو من يتبعون لهم، أما التسويق الهرمي يعطي المكافآت بناء على ضم أشخاص جدد ودفعهم الأموال.
- يمكن في التسويق الشبكي أن يكون أرباح المشترك الجديد أكبر من سابقيه لأنها تعتمد على حجم البيع وهذا على العكس من التسويق الهرمي.
الخلاصة
من خلال تعريف ما هو التسويق الهرمي يمكن فهم طبيعة هذا التسويق والذي يمكن أن تستخدمه بعض الشركات في الاحتيال على الأشخاص، لأنه من خلال سماته يتبين أنه لا يعتمد على البيع الفعلي وإنما يعتمد على جذب عملاء ودفع أموال والحصول على عمولة من هذه الأموال.
ويعد التسويق الهرمي من خلال هذا المفهوم مجرماً في عدد من الدول، ومحرماً في الدول الإسلامية لأنه يعد من أنواع الربا المحرمة في الشريعة الإسلامية، بعكس التسويق الشبكي الذي يركز على المبيعات والحصول على عمولات بعد تسويق المنتجات.