أهمية دراسات الحالة وكيف يمكن الاستفادة منها بكافة المجالات
لقد تزايدت أهمية دراسات الحالة في مختلف المجالات والتخصصات بعدما ساعد تطبيقها فعليًا على تحقيق أعلى نسبة نجاح ممكنة خصوصًا عند تطبيق منهج هذه الاستراتيجية بشكل صحيح.
لاسيما أن دراسة الحالة وتحليل جوانبها بشكل شامل ومعرفة نقاط القوة التي عززت نجاحها ونقاط الضعف التي حالت دون الوصول إلى نجاح أكبر؛ يُساعد على فهم أفضل سُبل تنفيذ أي فكرة أو مهمة مماثلة.
في هذا السياق؛ سوف نتناول لاحقًا توضيح ما هي استراتيجية دراسة الحالة وما هي أهمية دراسات الحالة عند تطبيقها بشكل صحيح وبالاعتماد على الخبراء.
فهرس المقال
ما هي أهمية دراسات الحالة وما هو تعريفها؟
دراسة الحالة Case Study هي عبارة عن منهج واستراتيجية – يشبه المثال المحلول إلى حد كبير – لأنه يقدم للفرد دراسة تجربة متكاملة لنموذج قائم بالفعل لمعرفة كافة جوانب القوة والضعف وعوامل ومقومات نجاح هذا النموذج ودراسة الجدوى التي اتبعها وغيرها.
وهناك العديد من أنواع دراسة الحالة مثل دراسة الحالة الفردية أو الحالة الجماعية أو دراسة الحالة الوصفية أو الآلية والتنفيذية وهكذا بما يتناسب مع كافة التخصصات والمجالات.
ويتوقف نجاح هذه الاستراتيجية على فهم خصائص منهج دراسة الحالة التي تقوم على التحليل بدقة وعمق عبر جمع كافة البيانات والمعلومات حول الحالة محل الدراسة قبل البدء في دراستها، واتباع المنهج الصحيح أيضًا لدراسة كل حالة.
في ضوء التجارب والدراسات التي أُجريت على تطبيق استراتيجيات دراسة الحالة؛ توصل الخبراء إلى أهمية دراسات الحالة خصوصًا في مجال المال والأعمال، والتي قد تمثلت فيما يلي:
1. فهم وإدراك المهمة
إن اتباع منهج دراسة الحالة قبل البدء في أي صناعة أو مهمة سواء في عمل عادي أو رقمي؛ يُساعد الفرد على معرفة كل جوانب هذه الصناعة الظاهرة منها والخفية، ومن ثم؛ يتمكن من المقارنة بين قدراته وإمكانياته الحالية وخبراته ومتطلبات ومقومات النجاح في هذه الصناعة.
وبالتالي يكون على بينةٍ مما إذا كان بالفعل مستعدًا لخوض التجربة أم لا يزال يحتاج إلى المزيد من المقومات قبل اقتحام عالم الأعمال.
2. وضع الرؤى الخاصة
عندما يقوم أي من رجال الأعمال بدراسة نموذج حالة تمكنت من تحقيق النجاح في بعض جوانب العمل لكنها أخفقت في جوانب أخرى؛ سوف يتمكن من خلال التفكير والتحليل أن يجد حلول ويضع نظريات خاصة؛ ليتمكن من التغلب على نقاط الضعف التي سببت بعض الإخفاق في الحالة محل الدراسة.
وقد يذهب البعض إلى أن صاحب العمل يمكنه – بدون إجراء دراسات حالة مسبقًا – أن يضع الحلول لكل مشكلة أو عائق يواجهه طالما كان صاحب فكر وخبرة.
لكن في حقيقة الأمر أن الاستعداد جيدًا لأي نقاط ضعف ومحاولة التغلب عليها بل ومنع حدوثها أيضًا؛ يُعزز من فرص تحقيق أعلى درجات النجاح، لذلك فتلك تُعد أحد أبرز نقاط أهمية دراسات الحالة. يمكنكم التعرف على دراسات حالة التسويق بالمؤثرين.
3. فهم طريقة وضع الحلول
كذلك من أهمية دراسات الحالة أنها تساعد في فهم طريقة وضع الحلول فأثناء إجراء دراسة حالة لأي نموذج عمل سابق واجه مشكلات حقيقة وتمكن من التغلب عليها بأقل الخسائر الممكنة؛ سوف يكتسب الفرد الخبرة الكافية لمعرفة متى وكيف يتدخل بطريقة صحيحة في أي موقف أو مشكلة تُواجهه في مسيرة عمله.
4. تحديد أفضل الممارسات
التركيز على إجراء دراسات حالة لعدد كبير من النماذج لا سيما الناجحة منها – بشرط تحليلها بمنتهى الدقة والحيادية – سوف يُساعد الفرد على وضع قائمة تشمل أفضل الآليات والممارسات والاتجاهات والأنماط الناجحة التي يُمكنه اتباعها في المستقبل أثناء وضع خطط العمل خاصته.
5. التوسع في العمل
عندما يتمكن الفرد من تحقيق درجة نجاح جيدة في مشروع عمله سواء مشروع رقمي إلكتروني أو مشروع عام، فإن التفكير الصحيح يهديه بنسبة كبيرة إلى التوسع في هذا المشروع وتعزيز انتشاره في أكثر من مكان أو موقع.
وبناءً على ذلك فإن أهمية دراسات الحالة لمشروعات قامت بالتوسع ودمج المزيد من التطبيقات في عملها وحققت نجاح كبير؛ سوف يكون نقطة تحفيزية مهمة تجاه اتخاذ صاحب المشروع قراره بهذا التوسع.
على سبيل المثال؛ إذا كان هذا المشروع عبارة عن مشروع ترجمة فورية أو معتمدة يُقدم خدماته للترجمة من وإلى عدد محدد من اللغات في بلدٍ ما؛ فإن التوسع في المشروع يتطلب دراسة حالة مشروعات ترجمة توسعت في تقديم خدمات الترجمة لعدد أكبر من اللغات وفي المزيد من البلدان.
وبالتالي سوف يتمكن عبر إتمام دراسة حالة على أكثر من نموذج ناجح من معرفة ما هي أفضل البلدان التي سوف تجد خدماته بها إقبالًا من المستخدمين، وما هي اللغات التي يكون الطلب على ترجمتها أكبر أيضًا، ومن ثم؛ يبدأ في توفيرها للعملاء وهكذا.
6. حل مشكلات العمل
لا تقتصر أهمية دراسات الحالة على مساعدة الأفراد في فهم أفضل آليات وممارسات بدء تنفيذ المشروعات وخطط العمل فقط، ولكنها تُعد أيضًا وسيلة مهمة للغاية من أجل حل المشكلات للمشروعات القائمة بالفعل.
ومن الأمثلة على ذلك؛ إذا كان الفرد يمتلك مشروع بيع أجهزة الهاتف النقال الذكية وحقق بها درجة نجاح كبيرة، ولكن انعكست الأزمة الاقتصادية العالمية بالسلب على القدرة الشرائية للفئة المستهدفة من الجمهور وانخفضت مبيعاته.
فهنا يمكنه أن يقوم بإجراء دراسة على حالة شركة تعمل في نفس المجال لكنها تمكنت من التغلب على هذه المشكلة سواء من خلال إطلاق العروض والتخفيضات في أوقات محددة أو من خلال توفير أجهزة نقالة بأسعار اقتصادية أو عبر إطلاق المزيد من الحملات الإعلانية أو غيرها من الحلول التي قد جاءت بنتائج إيجابية.
لكن بشرط أن تكون الحالة التي يتم دراستها تستهدف جمهور له نفس سلوك جمهورك سواء في اهتماماته بمزايا محددة في الهاتف أو بالمستوى الاقتصادي لهذا الجمهور وما إلى ذلك.
7. أهمية دراسات الحالة: توزيع الميزانية
قد نجد أن مشروع تطلب تكلفة 4000 دولار – على سبيل المثال – لم يحقق النجاح الذي حققه مشروع مماثل تطلب تكلفة 2000 دولار، ويرجع ذلك إلى سوء توزيع ميزانية المشروع.
لذلك تتجلى هنا أيضًا أهمية دراسات الحالة التي سوف تساعد الفرد على معرفة ما هو أكثر جزء يحتاج إلى إنفاق في مشروعه وما هي الأجزاء التي يمكن تطويرها لاحقًا بعد جذب العملاء والبدء في العمل.
حيث إن بعض المشروعات تتطلب أن يكون الإنفاق منصبًا على الحملات الإعلانية الضخمة والبعض الآخر يتطلب أن يكون الإنفاق منصبًا على مظهر وشكل المشروع أمام العملاء وهكذا.
وبالتالي فإن دراسة الحالة Case Study لنماذج ناجحة سوف يُساعد الفرد على تحديد أهم الأجزاء التي سوف يكون لها الأولوية في الإنفاق أولًا.
الخلاصة
في الختام، نكون قد تعرفنا على أهمية دراسات الحالة التي يمكن الاستفادة منها عند تطبيقها على كافة مجالات العمل والتخصصات المختلفة.
ونكون قد تطرقنا أيضًا إلى شرح بعض الأمثلة التي تساعد على تقريب الفكرة والفهم بدرجة أكبر لمدى أهمية تطبيق استراتيجيات دراسات الحالة بشكل صحيح.